آخر المواضيع

الجمعة، 27 أبريل 2012

ما مدى صحة حديث :" مَن كان يُؤْمن بالله واليوم الآخِر، فعليه الجُمعة يوم الجمعة..."


- حديث عن جابر أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن كان يُؤْمن بالله واليوم الآخِر، فعليه الجُمعة يوم الجمعة، إلاَّ مريض أو مسافر أو امرأة أو صبي أو مملوك، فمَن استَغنى بِلَهو أو تجارة استَغنى الله عنه، والله غنيٌّ حميد))

أخرجه الدارقطني (2 / 305)، والبيهقي (3 / 261)، من طريق ابن لهيعة، ثنا معاذ بن محمد الأنصاري، عن أبي الزُّبير عن جابر، فذكره.
وهذه الطريق لها ثلاث عِلَل:

الأولى: ابن لَهِيعة، وقد اختلط.
الثانية: جهالة معاذ بن محمد الأنصاري، قال العقيلي: في حديثه وَهْم يحمل حديث رجل على غيره؛ "الضُّعفاء" (1348).
"لسان الميزان" (8 / 95): قال الذَّهبي ما رَوى عنه إلاَّ ابن لهيعة؛"المُغْني في الضعفاء" (307).
الثالثة: عنْعَنةُ أبي الزبير لا تُقبل ما لم يصرِّح بالتحديث.
غير أنَّ للحديث شواهدَ يصحُّ بها:
الشاهد الأول: من حديث طارق بن شهاب.
أخرجه أبو داود (1067) مرسَلاً، وقال: "طارقٌ قد رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه".
وقد رواه الحاكم (1 / 288) من حديث طارق عن أبي موسى عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - وصحَّحه.
قال الحافظ في "التلخيص" (651) : "وصحَّحه غير واحد".
غير أنَّ المحفوظ هو المُرسَل.
قال البيهقي (3 / 261) : "هذا الحديث وإن كان فيه إرسال فهو مرسل جيِّد".
قال الزيلعي (2 / 199) : "قال النَّووي في "الخلاصة": وهذا غير قادح في صِحَّته، فإنه يكون مُرسَل صحابي، وهو حُجَّة، والحديث على شرط الشيخين".
الشاهد الثاني: من حديث تميم الداري مرفوعًا: ((الجمعة واجبة، إلاَّ على صبي أو مملوك أو مسافر))؛ أخرجه العُقيلي في "الضعفاء" (193) والبيهقي (3 / 261) وزاد: ((المرأة والمريض))، وسنده ضعيف جدًّا.
فأبو عبدالله الشامي مجهول؛ "الجَرح والتعديل" (9 / 409).
والحكَم أبو عمرو بن عمرو مجهول؛ "الجَرح والتعديل" (3 / 119).
ومحمد بن طلحة بن مُصرِّف ضعيف؛ "تهذيب التَّهذيب" (3 / 597).
وضِرَار بن عمرو وقال فيه البخاري فيه نظر؛ "العقيلي" (193).
قال أبو زرعة: "هذا حديث منكَر"؛ "عِلَل ابن أبي حاتم" (2 / 585).
الشاهد الثالث: عن مولى لآل الزبير:
أخرجه البيهقي (5 / 261) من طريق حسن بن صالح بن حي، حدَّثني أبي، حدَّثني أبو حازم عنه، وسنده ضعيف.
الشاهد الرابع: عن أبي هريرة:
أخرجه الطبراني في "الأوسط"، كما في "مَجْمع البحرين" في زوائد المعجمين (2 / 195) من طريق عبدالعظيم بن رغبان الحمصي، ثنا أبو معشر عن سعيد المَقبري عن أبي هريرة، وقال: لم يَروه عن المقبري إلاَّ أبو مَعْشر، تفَرَّد به عبدُالعظيم.
وأبو معشر ضعيف أسَنَّ، واختلَطَ كما في "التقريب".
وعبدالعظيم بن رغبان ضَعَّفه الدارقطني؛ "اللِّسان" (4 / 40)، و"الميزان" (2 / 639).
وقد رواه الطبراني في "الأَوْسَط" زوائد المعجمين (2 / 196)، من طريق إبراهيم بن حماد بن أبي حازم المَدِينِي، ثنا مالك بن أنس، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج عن أبي هريرة.
قال الطبراني: "لم يَرْوِه عن مالك إلاَّ إبراهيم".
وإبراهيم بن حمال ضعَّفه الدارقطني؛ "اللِّسان" 1 / 50، "الميزان" 1 / 28.
الشاهد الخامس: عن محمد بن كعب القرظي وهو مرسل.
أخرجه ابن أبي شيبة (5191)، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، وعنعنة هشيم.


جمع : أ . عبد الجليل مبرور