مسألة هامة : يُحتاج إليها في المساجد كثيرا .. حول المرور بين يدي المصلي و سترة الصلاة :
كم هي المسافة الممنوع المرور منها أمام المصلي ؟
أرجح الأقوال وأعدلها - والله أعلم - في قدر المسافة التي يحرم على الإنسان المرور منها أمام المصلي هو قول المالكية، حيث إنه يحرم عندهم المرور بين المصلي وبين موضع سجوده وركوعه وقيامه، لأنه هو القدر الذي يحتاجه من مكان الصلاة..
أما إن اتخذ هذا المصلي سترة فتصير المسافة المحرمة هي ما بينه وبين السترة باتفاق المذاهب الأربعة.
أما باقي المذاهب فاشترطت شروطا :
فالسادة الأحناف : فرقوا بين الصحراء والمسجد الكبير من جهة وبين البيت والمسجد الصغير من جهة أخرى،
حيث إنهم قالوا : إن كان المصلي في الصحراء أو مسجد كبير، فالأصح حرمة المرور بين يديه، من مكان قدمه إلى بقعة سجوده. أما لو صلى في بيت أو مسجد صغير (وقدروا هذا الصغر بأقل من أربعين ذراعاً على المختار عندهم)، فالذي يحرم هو المرور من مكان قدميه إلى جدار القبلة؛ لأنه صار كبقعة واحدة.
أما سبب إخراجهم للمسجد الكبير وعدم اشتراطهم ذلك، فهو الحرج الذي سيقع على المارة، فلذلك اقتصروا على موضع السجود.
أما السادة الشافعية : فقدروا هذه المسافة المحرم المرور منها بقدر ثلاثة أذرع فأقل.
أما السادة الحنابلة : فقدروا هذه المسافة أيضا بثلاثة أذرع من قدمه.
وهذه المسألة كغيرها من مسائل الاجتهاد لا يجوز الإنكار فيها على المخالف.
