آخر المواضيع

السبت، 13 سبتمبر 2014

الكتب التي يذكر فيها روايتان أو وجهان ولا يذكر فيها الصحيح في مذهب الإمام أحمد رحمه الله





يقول ابن تيمية رحمه الله :
"أما هذه الكتب التي يذكر فيها روايتان أو وجهان ولا يذكر فيها الصحيح : فطالب العلم يمكنه معرفة ذلك من كتب أخرى ; مثل كتاب " التعليق " للقاضي أبي يعلى و " الانتصار " لأبي الخطاب و " عمد الأدلة " لابن عقيل . وتعليق القاضي يعقوب البرزيني وأبي الحسن ابن الزاغوني وغير ذلك من الكتب الكبار التي يذكر فيها مسائل الخلاف ويذكر فيها الراجح .

وقد اختصرت رءوس مسائل هذه الكتب في كتب مختصرة مثل " رؤوس المسائل " للقاضي أبي الحسين وقد نقل عن الشيخ أبي البركات صاحب " المحرر " أنه كان يقول لمن يسأله عن ظاهر مذهب أحمد : أنه ما رجحه أبو الخطاب في رءوس مسائله .

ومما يعرف منه ذلك كتاب " المغني " للشيخ أبي محمد وكتاب " شرح الهداية " لجدنا أبي البركات وقد شرح " الهداية " غير واحد كأبي حليم النهرواني وأبي عبد الله بن تيمية صاحب " التفسير " الخطيب عم أبي البركات وأبي المعالي ابن المنجا وأبي البقاء النحوي لكن لم يكمل ذلك .

وقد اختلف الأصحاب فيما يصححونه فمنهم من يصحح رواية ويصحح آخر رواية فمن عرف ذلك نقله ومن ترجح عنده قول واحد على قول آخر اتبع القول الراجح ومن كان مقصوده نقل مذهب أحمد نقل ما ذكروه من اختلاف الروايات والوجوه والطرق كما ينقل أصحاب الشافعي وأبي حنيفة ومالك مذاهب الأئمة ; فإنه في كل مذهب من اختلاف الأقوال عن الأئمة واختلاف أصحابهم في معرفة مذهبهم ومعرفة الراجح شرعا : ما هو معروف .

ومن كان خبيرا بأصول أحمد ونصوصه عرف الراجح في مذهبه في عامة المسائل وإن كان له بصر بالأدلة الشرعية عرف الراجح في الشرع ; وأحمد كان أعلم من غيره بالكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان ; ولهذا لا يكاد يوجد له قول يخالف نصا كما يوجد لغيره ولا يوجد له قول ضعيف في الغالب إلا وفي مذهبه قول يوافق القول الأقوى وأكثر مفاريده التي لم يختلف فيها مذهبه يكون قوله فيها راجحا..." اهــ مجموع الفتاوى ص 227 فما بعدها.