مؤخرا تناولت عدنان إبراهيم بالنقد.. وقد يتوهم البعض أني من هواة الرد وتتبع الزلات أو على منهج الذبابة التي لا تحط إلا على الجرح.
فلذلك هذا المنشور سيكون وضعا للنقط على الحروف ...
سأقسمه إلى شقين : شق خاص بالحركات الإسلامية الإصلاحية والموقف منها، وقد سبق أن كانت لي سلسلة مطولة في حسابي القديم المحذوف...
ما أعتقده وأومن به أن الأمة اليوم يعد من أولى أولوياتها اجتماع كلمتها رغم اختلاف ألوانها وحركاتها التي تتجاذبها اليوم، وأن هذه الفرق كلها هي جزء من أهل السنة والجماعة في الجملة وأنها كلها لا تسلم من مخالفات، وأنه يكمل بعضها بعضا، وأنه لا يمكن أن ندعي أن فصيلا واحدا من الفصائل اليوم هو الذي على الحق دون الآخر، فليس تيار السلفية المعاصرة هو الحق وإنما هو محاولة للوصول إلى الحق ، طبعا عليه مؤاخذات وله حسنات كثيرة، وكذلك الشأن بالنسبة للإخوان المسلمين وحركة التبليغ وغيرهم ...
وأن الواجب على هذه الجماعات جميعا التحامها واتحادها وتعاونها على الخير وتقديم لحمة الأمة على أي خلاف يمكن أن يشق صفها، ويجب أن يصبر بعضها على بعض رغم اختلاف اختياراتهم في مناهج التغيير، ولا يجب محاباة فصيل دون آخر، وأن اختلافهم في أساليب التغيير ليس اختلاف تضاد، وإنما هو على الغالب اختلاف تنوع معتبر له أصل شرعي من الكتاب أو السنة لكن دلالته على الحكم ظنية وليست محل إجماع ، سواء كان ذلك في المسائل العلمية أو العملية. دائر بين الخطإ والصواب ، وبين الأجر والأجرين... ولطالما كان هذا النوع من الخلاف رحمة لهذه الأمة ومسرحا لاجتهاد علمائها، ومخرجا لها من الإشكالات والنوازل التي وقعت ولا تزال تقع فيها على مر العصور، بل هو مما جعل الشريعة صالحة لكل زمان ومكان ، فصارت مرنة بحسب الأحوال والأزمنة والأمكنة ، مع إعمال مقاصد الشريعة التي راعت ضرورات الأمة و حاجاتها في شمولها وعمومها ، في غير مصادمة نص أو إجماع ، وإنما مصادمة فهم أو استنباط لأحد الأئمة قد يكون راجحا أو مرجوحا ، وهذا لا شيء فيه مادام مجال الاحتمال مفتوحا.
وهو ظاهرة صحية في الأمة ، لتعدد مدارك أفرادها واختلاف مشاربهم وأفهامهم ، كما أن سد باب الاجتهاد فيه تحجير للواسع.
فلا إنكار في مسائل الاجتهاد مراعاة لمصلحة الاجتماع والألفة درء ً لفتنة وشر الفرقة، مما يمكن أن يحدث شرخا في جسدها ، ويؤدي إلى ضعفها وهوانها ، فمتى ثبت أن الأمر من موارد الاجتهاد والنظر ، فلا يجوز الإنكار ، ما دام هذا الاجتهاد صادرا من عالم مؤهل لذلك ومحل النزاع محتمل لهذا الفهم والتأويل، بخلاف المسائل الخلافية التي تصادم نصا أو إجماعا أو قياسا جليا فيجب الإنكار فيها.
وعلى فرض وجود المبتدع فيهم فالواجب التعاون لإقامة الواجبات مع المبتدعة و الفساق عند تعذر إقامتها إلا معهم، وكذلك مراعاة غلبة البدعة و تسلط أصحابها والظروف المحيطة بها قبل الحكم.
الشق الثاني : شق خاص بالتيار المعادي للرؤية الإسلامية الإصلاحية أو الذي يريد تطويع الإسلام تماما للرؤية التغريبية المصادمة للكتاب والسنة وإجماع الأمة، والتي تهدف إلى تقويض أركان هذا الدين.
هذا هو الذي أتناوله بالنقد وأستدعي أسماء أصحابه، وطبعا عدنان إبراهيم بلا شك هو من هذا التيار ويخدمه علم أم لم يعلم... فإلى حدود الساعة لم أتناول مسألة أخذتها على عدنان إبراهيم وهي من مظان الخلاف بين أهل العلم، وإنما نقدي فقط لخروقاته لمسائل الإجماع وحالات الشرود والتسلل التي وقع فيها ! ولن أتطرق نهائيا إلى مسألة تناولها وهي محل خلاف بين أهل العلم لأن ذلك واسع ...
أو لم يكفه هذا الخلاف بين الأمة، وصراعاتها حول الاجتهاديات؟! فيريد أيضا أن يزيد الشرخ في إجماعاتها التي تعتبر القواسم المشتركة بين مذاهبها وبصيص الأمل الذي يربطها ويربط ثوابتها، فيقول بملء فيه هكذا : مافيش إجماع !!
فعندما يُسوغ الخلاف في حرية الكفر وإلغاء الشريعة وتعديل فروض الإرث وحرية المثلية الجنسية وهي مسائل يجيزها عدنان إبراهيم ويسوغها، فهل هناك فرق بين ما يدعو إليه وبين العلمانية ؟!! فما يدعو إليه هو تنميق العلمانية وإلباسها لباس العقلانية الحديثة المنسوبة إلى الدين ظلما وعدوانا والدين منها براء ...
- وعدنان إبراهيم هذا، لم أكن أعلم نهائيا عنه شيئا، ولم أر له شيئا أو قرأتُ له شيئا رغم أنه كان يزاول نشاطه منذ أواسط التسعينيات.
أول ما عرفته هو عن طريق منشور للشيخ الفاضل حاتم العوني بحكم متابعتي لصفحته، منذ حوالي سنتين تقريبا أو أكثر، بعدها ظننتُ أنه مغمور ... فلم أرفع له شأنا.
ثم لكثرة تداول الشباب لأشرطته في الآونة الأخيرة على اليوتوب بدأت أتابعه فوجدته فهرسا للشبهات والشذوذات، فهو بالفعل ذو رأس ممتلئة لكن للأسف بشواذ العلم، بل ما كنت أتصور أنه يمكن أن يوجد شخص اليوم تنطبق عليه قولة السلف : من تتبع شاذ العلم تزندق، وقولة سليمان التميمي : لو أخذت برخصة كل فقيه لاجتمع فيك الشر كله.. ومثله كمثل صهريج كبير وجميل ومملوء عن آخره بالماء لكنه للأسف غير صالح للشرب !
فلذلك هذا المنشور سيكون وضعا للنقط على الحروف ...
سأقسمه إلى شقين : شق خاص بالحركات الإسلامية الإصلاحية والموقف منها، وقد سبق أن كانت لي سلسلة مطولة في حسابي القديم المحذوف...
ما أعتقده وأومن به أن الأمة اليوم يعد من أولى أولوياتها اجتماع كلمتها رغم اختلاف ألوانها وحركاتها التي تتجاذبها اليوم، وأن هذه الفرق كلها هي جزء من أهل السنة والجماعة في الجملة وأنها كلها لا تسلم من مخالفات، وأنه يكمل بعضها بعضا، وأنه لا يمكن أن ندعي أن فصيلا واحدا من الفصائل اليوم هو الذي على الحق دون الآخر، فليس تيار السلفية المعاصرة هو الحق وإنما هو محاولة للوصول إلى الحق ، طبعا عليه مؤاخذات وله حسنات كثيرة، وكذلك الشأن بالنسبة للإخوان المسلمين وحركة التبليغ وغيرهم ...
وأن الواجب على هذه الجماعات جميعا التحامها واتحادها وتعاونها على الخير وتقديم لحمة الأمة على أي خلاف يمكن أن يشق صفها، ويجب أن يصبر بعضها على بعض رغم اختلاف اختياراتهم في مناهج التغيير، ولا يجب محاباة فصيل دون آخر، وأن اختلافهم في أساليب التغيير ليس اختلاف تضاد، وإنما هو على الغالب اختلاف تنوع معتبر له أصل شرعي من الكتاب أو السنة لكن دلالته على الحكم ظنية وليست محل إجماع ، سواء كان ذلك في المسائل العلمية أو العملية. دائر بين الخطإ والصواب ، وبين الأجر والأجرين... ولطالما كان هذا النوع من الخلاف رحمة لهذه الأمة ومسرحا لاجتهاد علمائها، ومخرجا لها من الإشكالات والنوازل التي وقعت ولا تزال تقع فيها على مر العصور، بل هو مما جعل الشريعة صالحة لكل زمان ومكان ، فصارت مرنة بحسب الأحوال والأزمنة والأمكنة ، مع إعمال مقاصد الشريعة التي راعت ضرورات الأمة و حاجاتها في شمولها وعمومها ، في غير مصادمة نص أو إجماع ، وإنما مصادمة فهم أو استنباط لأحد الأئمة قد يكون راجحا أو مرجوحا ، وهذا لا شيء فيه مادام مجال الاحتمال مفتوحا.
وهو ظاهرة صحية في الأمة ، لتعدد مدارك أفرادها واختلاف مشاربهم وأفهامهم ، كما أن سد باب الاجتهاد فيه تحجير للواسع.
فلا إنكار في مسائل الاجتهاد مراعاة لمصلحة الاجتماع والألفة درء ً لفتنة وشر الفرقة، مما يمكن أن يحدث شرخا في جسدها ، ويؤدي إلى ضعفها وهوانها ، فمتى ثبت أن الأمر من موارد الاجتهاد والنظر ، فلا يجوز الإنكار ، ما دام هذا الاجتهاد صادرا من عالم مؤهل لذلك ومحل النزاع محتمل لهذا الفهم والتأويل، بخلاف المسائل الخلافية التي تصادم نصا أو إجماعا أو قياسا جليا فيجب الإنكار فيها.
وعلى فرض وجود المبتدع فيهم فالواجب التعاون لإقامة الواجبات مع المبتدعة و الفساق عند تعذر إقامتها إلا معهم، وكذلك مراعاة غلبة البدعة و تسلط أصحابها والظروف المحيطة بها قبل الحكم.
الشق الثاني : شق خاص بالتيار المعادي للرؤية الإسلامية الإصلاحية أو الذي يريد تطويع الإسلام تماما للرؤية التغريبية المصادمة للكتاب والسنة وإجماع الأمة، والتي تهدف إلى تقويض أركان هذا الدين.
هذا هو الذي أتناوله بالنقد وأستدعي أسماء أصحابه، وطبعا عدنان إبراهيم بلا شك هو من هذا التيار ويخدمه علم أم لم يعلم... فإلى حدود الساعة لم أتناول مسألة أخذتها على عدنان إبراهيم وهي من مظان الخلاف بين أهل العلم، وإنما نقدي فقط لخروقاته لمسائل الإجماع وحالات الشرود والتسلل التي وقع فيها ! ولن أتطرق نهائيا إلى مسألة تناولها وهي محل خلاف بين أهل العلم لأن ذلك واسع ...
أو لم يكفه هذا الخلاف بين الأمة، وصراعاتها حول الاجتهاديات؟! فيريد أيضا أن يزيد الشرخ في إجماعاتها التي تعتبر القواسم المشتركة بين مذاهبها وبصيص الأمل الذي يربطها ويربط ثوابتها، فيقول بملء فيه هكذا : مافيش إجماع !!
فعندما يُسوغ الخلاف في حرية الكفر وإلغاء الشريعة وتعديل فروض الإرث وحرية المثلية الجنسية وهي مسائل يجيزها عدنان إبراهيم ويسوغها، فهل هناك فرق بين ما يدعو إليه وبين العلمانية ؟!! فما يدعو إليه هو تنميق العلمانية وإلباسها لباس العقلانية الحديثة المنسوبة إلى الدين ظلما وعدوانا والدين منها براء ...
- وعدنان إبراهيم هذا، لم أكن أعلم نهائيا عنه شيئا، ولم أر له شيئا أو قرأتُ له شيئا رغم أنه كان يزاول نشاطه منذ أواسط التسعينيات.
أول ما عرفته هو عن طريق منشور للشيخ الفاضل حاتم العوني بحكم متابعتي لصفحته، منذ حوالي سنتين تقريبا أو أكثر، بعدها ظننتُ أنه مغمور ... فلم أرفع له شأنا.
ثم لكثرة تداول الشباب لأشرطته في الآونة الأخيرة على اليوتوب بدأت أتابعه فوجدته فهرسا للشبهات والشذوذات، فهو بالفعل ذو رأس ممتلئة لكن للأسف بشواذ العلم، بل ما كنت أتصور أنه يمكن أن يوجد شخص اليوم تنطبق عليه قولة السلف : من تتبع شاذ العلم تزندق، وقولة سليمان التميمي : لو أخذت برخصة كل فقيه لاجتمع فيك الشر كله.. ومثله كمثل صهريج كبير وجميل ومملوء عن آخره بالماء لكنه للأسف غير صالح للشرب !