وأما القيد يَوْمَئِذٍ فيمكن أن يقال: بأنه لا مفهوم له ؛ لأن إثبات هذا العدد لحملة العرش في ذلك اليوم لا ينفيه عما سواه.
2 - حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم كما بين سماء إلى سماء ، ثم على ظهورهم العرش وهذا الحديث ضعيف.
الترجيح:
مما تقدم يتبين لنا أن حملة العرش يوم القيامة ثمانية من الملائكة ، لقوله تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ، ولا معارض لظاهر الآية.
وأما في الدنيا فلم أجد ما ينص على عددهم، ففيه احتمالان:
الاحتمال الأول أن يقال:
أ - إن القيد في الآية لا مفهوم له، فهم ثمانية في الدنيا وفي الآخرة.
ب - إن إثبات عددهم يوم القيامة - وأنهم ثمانية - لا ينفيه عما سواه من الأيام.
وإنما ذكر عددهم في ذلك اليوم ؛ لأن المقام مقام تخويف وترهيب.
والاحتمال الثاني: أن نتوقف في عددهم في الدنيا ، ونكل العلم إلى عالمه ، ونقول: سبحانك ، لا علم إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
المرجع :
بحث مقتطف من مجلة البحوث الإسلامية التابعة للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء - المملكة العربية السعودية