آخر المواضيع

الأربعاء، 29 يناير 2014

سيدتي .. خدعوك، فقالوا : أن الأحاديث النبوية تنظر إليك سيدتي نظرة دونية !!

سيدتي .. خدعوك،  فقالوا : أن الأحاديث النبوية تنظر إليك سيدتي نظرة دونية !!

هكذا زعم مدعو المساواة بين الرجل والمرأة سيدتي الكريمة، وبمثل هذه الأكاذيب يروجون لمساواتهم الخداعة، التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، يريدون أن يسلخوك عن هويتك وعن مواثيقك التي تربطك بربك، يريدون كشف الستر عنك، وإلباسك دثارا شفافا سُمكه المسخ والانحلال، وعندما وجدوا أن الإسلام كرمك ورفع شأنك، وجعلك ملكة متوجة، ولؤلؤة متوهجة، عمدوا إلى كمائن عديدة ، ودسائس مديدة، ومن هذه الكمائن أن السنة النبوية عاملتك بازدراء واحتقار،كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، إن يقولون إلا كذبا وبهتانا .


خدعوك، فقالوا :

أحاديثكم نعتتك بنقصان العقل، وأنك خلقت من ضلع أعوج، وأنه لو أبيح السجود لأحد لسجدت لزوجك، وأنك جعلت كمتاع ، أنك من الثلاثة الذين من الممكن أن يكون فيهم الشؤم مع الفرس والدار، وجعلوك في مستوى الكلب والحمار تقطعين الصلاة، وفي الختام فأنت وصويحباتك أكثر أهل النار !!
سيدتي .. هل صدقت هذا الهراء ، هذا فهمهم هم لديننا، فهم ملغوم، يراد به باطل، وهذا تفسيرهم هم لديننا فهل هذا هو تفسيرنا أم لنا شرعة ومنهاج نحتكم إليه؟
هل بوجود هذه الأحاديث يعني أننا يجب أن نتمرد على ديننا وننعتق من مواثيقك؟
حري بنا أن نبحث عن معاني صحيحة لهذه الأحاديث، لا أن نتخذها ذريعة للانسلاخ من الدين، واتباع غير سبيل المؤمنين.
هل في هذا حجة أن تنزعي حجابك وسترك ؟ وهل سوء تفسير معين في تاريخ معين وبعادات معينة وتقاليد معينة، أفرزت تأويلا بشريا ظلم في وقت ما المرأة، أو كان مناسبا وملائما لظرفية معينة ولم يستنكره أصحابها ، فلا نحاكم الماضي بعين الحاضر، وإنما نحاكم الزمن بعين أهله، وليس بعين من جاء بعده لاختلاف الأحوال والأعراف، وهل في هذا دليل على  فساد شريعتنا وبالتالي إلغاءها وكسر سياج الحياء ، وتحطيم حدود العبودية لله، للانغماس في نظام يسوقك كسلعة، أو كلافتة تلصق عليها المنتوجات الرخيصة ؟

سيدتي .. قد يدور في خلدك هذا الاعتراض فتقولين :
إن كنت على الحق ففسر لي معناها، وبين لي بالحجة الدامغة أنهم على خطأ، وبين لي المعنى الصحيح كي أكون على بينة من الأمر، وينقشع أمامي ضوء الفجر ..

الخطب يسير أختي، الحديث الذي يصفك بأنك ناقصة عقل ودين، هو لا يعني أن جنس النساء هكذا، وإنما ذلك في أوقات معلومة، فاقرئي تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لكلامه، ولا تستمعي لمن يُقَطّع الكلام على منهج "ويل للمصلين"، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار . فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن، وتَكْفُرْنَ العشير، وما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن. قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال: أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين" رواه مسلم.

فكما تلاحظين فالحديث بين أن نقصان الدين راجع إلى عدم أداءها لعبادات وقت العذر، أما نقصان العقل فراجع إلى شهادتها، لكونها تحتاج إلى أخرى تعضدها وتقويها، ويشرح ذلك الشيخ رشيد رضا  في تفسيره بقوله : إن الله - تعالى - جعل شهادة المرأتين شهادة واحدة ، فإذا تركت إحداهما شيئا من الشهادة ، كأن نسيته أو ضل عنها تذكرها الأخرى وتتم شهادتها ، وللقاضي بل عليه أن يسأل إحداهما بحضور الأخرى ويعتد بجزء الشهادة من إحداهما وبباقيها من الأخرى ، قال : هذا هو الواجب وإن كان القضاة لا يعملون به جهلا منهم ، وأما الرجال فلا يجوز له أن يعاملهم بذلك ، بل عليه أن يفرق بينهم ، فإن قصر أحد الشاهدين أو نسي فليس للآخر أن يذكره ، وإذا ترك شيئا تكون الشهادة باطلة ، يعني إذا ترك شيئا مما يبين الحق فكانت شهادته وحده غير كافية لبيانه فإنها لا يعتد بها ولا بشهادة الآخر وحدها وإن بينت  اهــ

زيادة على هذا، فإن اشتراط اثنتين سيق ابتداء في باب الديون أما باقي الأمور مثل الولادة والبكارة وعيوب النساء مما لا يمكن أن يطلع الرجال، فتُقبل شهادة المرأة ولا تٌقبل شهادة الرجل فهنا الرجل قد مُنع أيضا، زيادة على ذلك فالعلماء الذين رأوا المصلحة في ذلك يقبلون بشهادة واحدة منفردة في ذلك، وكذلك في تحمل الحديث وروايته مثلها في ذلك مثل الرجل.

وكذلك مُنعت من الشهادة في الحدود والقصاص لرقة قلبها عن تحمل ذلك واحتياطا للدماء لأن أمر الدماء شديد وخطير، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ادرؤوا الحدود بالشبهات، ولا شك أن في شهادة المرأة شبهة وهي ضعفها جبليا وغفلتها وسهوها عن تحمل المشاهد الصعبة وتأثرها بها، بل تصرف نظرها عنها وقت وقوعها، وفي المقابل تُقبل شهادتها فيما عدا ذلك لانتفاء الريبة والشك في ضبطها وتحملها في غيرها من جنايات شريطة أن لا تتعلق بقصاص أو حد.


هذا وقد أثبت الأبحاث العلمية أن للمرأة مركزين للكلام، أما الرجل فله مركز واحد، وهذا معناه أن المرأة عندما تتكلم يعمل فصا الدماغ كلاهما الأيمن والأيسر أثناء الكلام بينما الرجل يشتغل فصه الأيمن عند الكلام، بين الفص الآخر يشتغل بعملية التذكر، لذلك لا يحتاج من يُذكره، أما المرأة فعندما تتكلم يؤثر اشتغال الفصين معا على عملية التذكر، لأن الفص الأيسر أيضا مشغول، وبالتالي يؤدي وظيفتين الكلام والتذكر وبهذا يكبر هامش الخطأ والنسيان ويكون هناك تشويش عليها، فلذلك تحتاج امرأة معها تذكرها، فواحدة تتكلم والأخرى تتذكر. 

فقد جاء في أحد البحوث وهو للأستاذ عبد الهادي صالح التويجري :

باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي MRI لمسح المخ لدى عدد من الرجال والنساء في أثناء الاستماع إلى رواية وفي أثناء الكلام وجد العالم لوريتو أن الرجل يستخدم منطقة صغيرة في النصف الأيسر من المخ إذا كان الرجل يمينيا وفي النصف الأيمن من المخ إذا كان الرجل أعسرَ، أما المرأة فتستخدم نصفي المخ في الاستماع والكلام؛ أي أنها تستخدم جزءً أكبر من المخ للمهمة نفسها موازنة بالرجل، وهذا ربما يفسر قدرة المرأة على الكلام والاستماع في آن واحد بصورة أفضل من الرجل، ولعل هذا أيضًا يفسر تماثل نصفي مخ المرأة، في حين إنهما في الرجل غير متماثلين؛ لأن الرجل يستخدم أحد نصفي المخ فقط.


العاطفة والذاكرة:


ووجد العلماء أن المرأة تستخدم القشرة السطحية من المخ cerebral cortex في أمور الذاكرة والعواطف معًا، ولذلك فإن ذاكرة المرأة تتأثر بالعواطف والأحداث العاطفية التي تمر عليها، أما الرجل فقد وجد أن مركزي العاطفة والذاكرة موجودان داخل المخ في منطقة تسمى "قرن آمون hippocampus"، وتتكون من قوس عصبية هي مركز الذاكرة، وطرفاها هما مركز العواطف، ويسمى "اللوزة الدماغيةamygdala"، ولذلك فالمرأة أكثر حساسية للأمور العاطفية من الرجل، وتميل إلى الحديث والحوار، والنظر للأمور من منظور شخصي وتستطيع التعبير عن عواطفها بصورة أسهل وأفضل من الرجل.


في حين يميل الرجل إلى نشاطات جسمية مثل الرياضة والنزهة، ولا تتأثر ذاكرته بالعواطف كالمرأة، كما أنه لا يستطيع التعبير عن عواطفه بسهولة، وهذا لأن مركز الذاكرة والعاطفة مدفون داخل المخ." اهــ

ختاما كي لا يطول الموضوع، فسنتطرق بإذن الله تعالى إلى الأجوبة عن باقي الشبهات التي يروجها الملاحدة وأعداء الدين للطعن في السنة النبوية، وأيضا التي يحاولون من خلالها سلخ المرأة عن هويتها، ونزع لباس الحشمة عنها، ولعمري هل من يدافع عن شخص ويحبه حقا، يسعى إلى تعريته أمام الناس ؟!!