آخر المواضيع

الأحد، 15 مارس 2015

إذا قُنّن الإجهاض.. فسينفرط العقد !


إذا قُنّن الإجهاض.. فسينفرط العقد !
كتبه : عبد الجليل مبرور


إن الدعاوى المثارة حول إباحة الإجهاض، هي في الحقيقة دعاوى مبطنة، سيقت لإجهاض ما تبقى من رسم الشريعة الإسلامية،  وهي خطة خبيثة معروفة من أعداء الأمة لنخر جسدها عن طريق تركيز النخب العلمانية على العزف على أوتار حقوق المرأة التي اتخذوها مطية لتمرير شهواتهم واغتصاب حقوقها، فالإجهاض هو أحد مسبَّبات انتشار فاحشة الزنا، وانتصار هذه النُّخب في تمرير تقنين إباحة قتل النفس بغير حق "الإجهاض" الذي هو أشد من الزنا، بل هو كقتل الناس جميعا كما قال تعالى :"  من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" الآية
انتصارهم في هذه المعركة سيكون مقدمة لتقنين الزنا كمهنة معتبرة ومعترف بها قانونا، لأنه إذا أبيحت وقُنّنت مسببات " الإجهاض " فلا بأس آنذاك من إباحة السبب الذي هو أهون حالا منه.
آنذاك سيتستفيق المغاربة على قانون يبيح الزنا، فيجد الرجل ابنته  تحترف هذه المهنة ولا يجوز له منعها أو التعرض لها، بل يمكن أن تُمارسها أمام عينه وفي عقر داره، كما حدث تماما لأحد الناشطين الليبراليين الجزائريين في فرنسا والذي كان مناضلا ومدافعا عن هذه الحريات وفجأة يجد ابنته تضاجع شخصا في عقر بيته، فما كان منه إلا أن ضربها، فتوبع بتهمة الضرب والاعتداء على ابنته !!
ليس هذا فحسب، بل سيجد الرجل نفسه مجبرا على دفع تكاليف إجهاض ابنته التي حملت من الزنا، لأنها نسيت تناول حبوب منع الحمل في علاقتها تلك، أو ربما غدر بها صديقها وفر هاربا، لأنه وعدها بزواج ولم يف به !! فبدلا من أن يُبحث عن حلول تزجر ارتكاب الزنا، فهم يريدون استفحاله لنصبح كأميركا التي مثلا  وحدها يقتل فيها بالإجهاض أكثر من مليون طفل سنويا ! و42 مليون جنين قتلوا بالإجهاض في أمريكا منذ عام 1973 إلى 2002، وأكثر من 65 مليون شخص مصابون بأمراض جنسية لا يمكن شفاؤها.
فالهدف من هذا هو الهوي بالقيم والأخلاق في المجتمع وفي الأسرة إلى واد سحيق ومحاولة استنساخ النموذج الغربي للمرأة، عن طريق الضغط بواسطة الجمعيات والمؤسسات المشبوهة والمدعومة غربيا، لتسريع التحول بها إلى الجاهلية الغربية،  بل هذه الأخلاق المنحطة هي أخلاق البهائم والحيوانات لأنه هذا هو أقرب توصيف ، ولا يمكننا نعته بالجاهلية، لأنه لم تكن في الجاهلية أصلا مثل هذه الأخلاق البهيمية، فيقول ابن القيم في كتاب "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" (ص135) :" قالوا وكانت الجاهلية الجهلاء في كفرهم لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا، وكانوا يصونون العشق عن الجماع، كما ذكر أن أعرابيا عَلِق امرأة، فكان يأتيها سنين وما جرى بينهما ريبة، قال: فرأيت ليلة بياض كفها في ليلة ظلماء، فوضعت يدي على يدها، فقالت : مَه لا تفسد ما صلح، فإنه ما نُكح حب إلا فسد " اهـ
ولن يتوقف الأمر عند هذا، بل سينفرط العقد وسيتعداه إلى ما هو أكبر من تقنين إباحة الشذوذ والسحاق ودور البغاء مرخصة، ويصبح المجتمع مجتمعا إباحيا بامتياز،  بل وسيصبح ذلك جزء من ثقافة المجتمع وسيتم التطبيع مع هذه السلوكات وتُصبح مستمرأة لا إشكال فيها، لتنسلخ الأمة من هويتها بالكلية، فيصبح أفرادها قلوب شياطين في جثامين إنس ! وآنذاك يصبح لسان حال المسلم عندما يجد مثل هذه السلوكات كما جاء في الصحيح :" لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه" وتصبح ردة الفعل تجاه هذا الخلل الذي يراه أمامه إما القتل وإما قبوله والتعايش معه في أسرته وإما الانتحار.
هذا بعجالة هو التحرر الذي يعدكم به بنو علمان، يريدون جعل المرأة لعبة بيد من هب ودب، وجعل شرفها كمنديل تُمسح به نجاسات مستغليها، لذلك يقول المبشر زويمر بدون لف ولا دوران "ليس الغرض من التبشير التنصير فقط, ولكن تفريغ قلب المسلم من الإيمان, وإن أقصر طريق لذلك هو اجتذاب الفتاة المسلمة بكل الوسائل الممكنة, لأنها هي التي تتولى عنا تحويل المجتمع الإسلامي, وسلخه عن مقومات دينه" فكما تلاحظون فببساطة بنو علمان هم فقط كلاب هؤلاء المبشرين ومن لف لَفّهم الذين يوضحون أغراضهم بكل تبجح وصلافة ! والذين هم عبارة عن كائنات لا تقدس إلا الشهوة والمال، وكل شيء عندهم قابل للبيع والشراء سواء كان هوية أو وطنا أو شرفا أو دينا، كل شيء يخضع لمزاد علني ولمن يدفع أكثر !